تستيقظين كل يوم بجانبك قائمة المهام اليومية، وتقرِّرين أنك سوف تحققينها بكل حماس ونشاط، وتعتمدين على ذاكرتك الشخصية في أدائها دون تنظيم للوقت أو عمل جدول يومي، ثم يمر اليوم سريعًا، وتتفاجئين أنكِ لم تنتهي من معظم المهام المطلوبة؛ لأن وقتك لم يكن كافيًا، أو لأن أطفالك لم يسمحوا لك بتنفيذها، أو لأنك قمت بتضييع الوقت في أشياء لم تكن ضرورية!
نقدم لكِ في هذا المقال أدوات لتنظيم وإدارة الوقت مع طفلك، وقواعد تساعدك على عمل جدول يومي منظم.
لماذا نهتم بالوقت؟
قد تتساءلين عن أهمية تنظيم وقتك ووقت طفلكِ، سواء في فترة الدراسة أو فترة الإجازة، لأن اليوم يبدو لكِ مليئًا بالأنشطة الكافية التي تمر سريعًا وتباعًا دون أن تخطِّطي لها، فكل يوم تتكرر نفس العادات والأحداث التي يقوم بها طفلك دون تخطيط مسبق، ليمر اليوم- كالعادة- بدون وعي كافٍ منكِ، ويبدأ يوم جديد بنفس الطريقة، وتتوالى الأيام.
توقفي قليلًا، وانظري إلى اليوم مرة أخرى، ستجدين أن طفلكِ..
- ينسى أشياء أساسية، وأنكِ دائما تُذكِّرينه بها.
- لا يدرك قيمة الوقت، فلا يستعد في الميعاد المطلوب ويتأخر عنه.
- بطيء في تأدية مهامه، أو أنه دائمًا متسرع وغير منظم.
- ينام ويستيقظ في مواعيد متفرقة.
- لا يستطيع التركيز أثناء أداء مهامه.
فوائد تنظيم الوقت؟
ما سيجعلكِ تهتمين بالوقت، هو أن تعرفي قيمته وأهميته لكِ ولطفلكِ أيضا؛ فالوقت هو أثمن شيء تملكينه، وحسن استغلال الوقت يعني:- حياة مستقرة سعيدة لكل الأسرة.
- تحديد أولوياتك وأهدافك.
- وقتًا أقل في إنجاز المطلوب، وإنتاجية أعلى.
- ضغطًا وقلقًا نفسيًّا أقل، وراحة واستقرارًا نفسيًّا أكثر.
هل تخيَّلتِ كيف تهاجر الطيور بأعداد كبيرة من مكان لأخر بنظام دون نقص في أعدادها، أو تأخُّر في موعدها في فصل معين؟
هذا ما يحدث كل عام لطيور "أبو الفصاد" وجميع أنواع الطيور، حيث إن التزامها بالوقت هو الذي ينقذ حياتها، ويجعلها تهاجر بأمان في فصل الخريف؛ هروبًا من برد أوروبا إلى دفء إفريقيا، وذلك ما قدمته قصة "أبو الفصاد والساعة "، التي تناولت أهمية تنظيم واحترام الوقت للحفاظ على المواعيد، حيث امتلك أبو الفصاد الساعة قبل ميعاد الهجرة، ولكنه لم يستطع استخدامها، وكاد أن يضيع موعد الهجرة منه، إلا أنه استطاع أن يقرأ الساعة ويفهم الوقت، ويلحق بالسرب إلى مصر.
تنظيم النوم من تنظيم اليوم
لا نستطيع التحدُّث عن تنظيم الوقت من دون ذكر النوم وتنظيم مواعيده؛ لأنه الأساس الذي يعتمد عليه نظام اليوم، فكلما كان النوم منظّمًا وبمواعيد ثابتة وأوقات محددة، تكوَّنت لدى أفراد الأسرة عادات نوم صحية، تساعدهم على الصمود والنشاط بقية اليوم.
* لماذا تنظيم النوم يؤثر على جدول يومنا ويحدد نجاحه أو فشله؟
- لأن النوم يساعد الجسم والمخ على استعادة النشاط لبداية مشرقة وجديدة لليوم التالي.
- لأن النوم يعمل على تثبيت الذاكرة طويلة الأجل، ممّا يساعد الطفل على تذكُّر ما تعلمه في اليوم السابق.
- لأن النوم يُخلِّص الجسم من السموم، حيث يعمل الجهاز المناعي بأعلى كفاءة له أثناء النوم.
- لأن النوم يساعد الجسم والمخ على الاسترخاء، وأخذ قسط كافٍ من الراحة لمواصلة اليوم بشكل صحي.
* أضرار عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم:
- تقليل كفاءة المخ والأعضاء المختلفة للجسم.
- أحد أسباب الاكتئاب.
- أحد أسباب زيادة الوزن.
- يشعر الطفل بطاقة أقل خلال اليوم.
- يشعر الطفل بمزاج سيء.
اتَّبعي الخطوات التالية لليلة نوم هادئة وممتعة وجميلة لطفلك، كما في قصة "بسيطة" التي تناقش مشاكل النوم بطريقة جذابة، وتعطي حلولًا سريعة؛ لأن "النوم لذيذ لكنه عزيز".
* حلول تساعدك في تنظيم نوم طفلكِ:
- أبعِدي طفلكِ عن الشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن 3 ساعات.
- ابتعدي عن الأطعمة ذات السكريات العالية قبل النوم بـ 3 ساعات.
- قدِّمي لطفلكِ مشروبات طبيعية مهدِّئة، مثل الينسون، كما فعل فلافيل مع الزرافة ريبا.
- من الممكن استخدام أصوات تساعد على النوم، مثلما فعل فلافيل مع الأرنب أرنوب.
- اقرئي لطفلكِ قصصًا قبل النوم، فحتى لو اعتبرتِها مملة، فإن طفلك يشعر بالسعادة عندما تشاركينه قصة قبل النوم مثل قصة بسيطة.
قواعد أساسية لإدارة الوقت وترتيب الأولويات
للحصول على يوم مثمر وناجح، تحتاجين إلى اكتساب مهارات إدارة الوقت وتنظيم الجدول اليومي لكِ ولطفلكِ، وعليكِ باتباع القواعد التالية:
تدوين كل الأعمال المطلوبة:
استخدمي القلم والمفكّرة لتسجيل كل المهام المطلوبة منكِ خلال اليوم، وتوزيع المهام الأخرى على أيام الأسبوع المختلفة. ومن سبل تشجيع طفلك على كتابة قائمة المهام، قراءة القصص التي يكون للقلم دور أساسي فيها، مثل قصة "أين هي العصا السحرية"؟ وهي قصة توضح رحلة بحث القطة دلتا عن العصا السحرية خاصتها بين كل الأدوات أمامها، لتكتشف أنها القلم الذي تدوِّن به يومياتها خلال الأسبوع، وكيف ساعدها التدوين على تنظيم وقتها وأفكارها.
قانون باركنسون:
هو أن تقومي بتحديد الوقت المتاح لأداء المهمة، وألّا تتركي لها وقتًا مفتوحًا؛ لأنه من خلال جدول يومي محدد بمواقيت معينة، يمكنكِ تحديد الوقت الزمني الصحيح لكل مهمة مطلوبة، لتحافظي على تنظيم الحياة اليومية بسهولة، وتتأكَّدي أن طفلكِ قام بإدارة وقته على الوجه الصحيح.
عمل روتين يومي ثابت:
عند تحديد كل المهام المطلوبة، يجب على طفلكِ تسجيلها في جدول، والالتزام بها كروتين يومي، كما فعلت بطلة قصة "أخخخخخخخخخ"، عندما اكتشفت في نهاية يومها أنها كانت تنسى كثيرًا في كل مرة تخرج من البيت؛ لأنها لم تلتزم بروتين الصباح وتنظِّم الوقت، بتحديد قائمة مهام لكل عادة صباحية، مثل غسيل الأسنان، وتناول الإفطار، وأيضًا الحفاظ على روتين المساء، وكتابة العادات المسائية، مثل تغيير الملابس، وقراءة قصة قبل النوم.
ابدئي يومك بتناول الضفدعة:
هذه قاعدة معروفة في مجال تنظيم الوقت، وهي أن تبدئي دائمًا بالمهمة الأصعب أولًا؛ لتشعري أنكِ انتهيتِ من الجزء الأهم والأكثر عبئًا من يومك، وهذا يساعدك على تنظيم وقتك ويومك، ويشجع طفلكِ على البدء بالمهمة الأصعب، كأن يقوم بعمل الواجبات المنزلية أولًا، ثم الذهاب للتمرين.
حدِّدي أولوياتك وأهدافك:
استخدمي "مصفوفة أيزنهاور"، فهي من أساليب تنظيم الوقت الأساسية، وفن من فنون إدارة الوقت، وتساعدك على استثمار وقتك بالشكل السليم لأداء المهام المختلفة.
اجعلي طفلكِ يشارككِ تقسيم المهام إلى أربعة أنواع:
- عناصر مهمة عاجلة، يتم تنفيذها على الفور، مثل الواجبات المدرسية.
- عناصر مهمة غير عاجلة، تتم جدولتها في وقت آخر، مثل شراء أدوات مدرسية.
- عناصر غير مهمة عاجلة، يتم تفويض الآخرين لإنجازها، فبدلًا من الذهاب للسوبر ماركت، يمكنك طلب احتياجات البيت عن طريق التوصيل المنزلي.
- عناصر غير مهمة وغير عاجلة، يتم إلغاؤها، مثل مشاهدة فيلم كرتون.
تجنب المشتتات:
تعلَّمي أن تقولي "لا" لكل ما يشتت ذهنك وانتباهك ويضيِّع وقتك فيما لا فائدة له، وذلك بأن تحسني استغلال وقتكِ وتكوني قدوة لطفلكِ في الابتعاد عن الملهيات، وأن تكون هناك أوقات محددة للشاشات لا تزيد عن ساعة واحدة يوميًّا، ومكان ثابت للألعاب بحيث لا تكون في متناول الطفل طوال الوقت.
استخدام المكافآت:
شجِّعي طفلك على تنظيم وقته، بتحديد مكافأة أسبوعية عندما يمر الأسبوع بنظام، لأن طفلكِ سيشعر حينها بالإنجاز والرضا، وسيستمر في تحسين إدارته للوقت.
تحديد عدد ساعات النوم:
من أهم وسائل مساعدة طفلكِ على تنظيم وقته وإدارته، أن تكون مواعيد نومه ثابتة خلال اليوم، وبعدد ساعات لا تقل عن 8 ساعات يوميّا، وتجنُّب السهر والاستيقاظ المتأخر؛ للحفاظ على نشاطه وحيويته.
تناول طعام صحي:
الحفاظ على نظام صحي عند تقديم الطعام لطفلكِ، والحرص على توفير الخضراوات والفاكهة؛ لتعزيز المناعة وإمداد الجسم بما يحتاجه من فيتامينات ومعادن، للتركيز في جدول يومه، وتنظيم وقته، ويمكن أن تساعدك القصص كثيرًا في ذلك.
ممارسة الرياضة بانتظام:
من العادات المهمة التي يجب عليكِ ممارستها مع طفلكِ لتحسين إدارتك للوقت، ممارسة رياضة بصفة منتظمة؛ لمساعدته على النشاط والانتباه، وتغذية جسمه وعقله لأداء المهام المطلوبة بكفاءة.
ومن سبل تشجيع طفلك على ممارسة الرياضة القصص الغنائية التي تساعده على الحركة والنشاط، مثل قصة "واحد اثنان دوران"، والتي يقوم فيها الطفل بحركة خاصة بكل جزء من جسمه مع الدوران المستمر والموسيقى.
كل ذلك يساعدك على الشعور بالإنجاز والتحكم في وقتك، ويعطيكِ الأمل في زيادة كفاءة الوقت وإنتاجيته وفعاليته.
شاركينا طريقتك في تنظيم الوقت مع طفلك.. كيف تبدآن يومكما؟ وما الأنشطة التي تقومان بها لمساعدتكما على تحقيق ذلك؟
