دليلكِ للتعرُّف على أهمية القصص التعليمية الممتعة وطرق الحَكْي المختلفة

دليلكِ للتعرُّف على أهمية القصص التعليمية الممتعة وطرق الحَكْي المختلفة

إبرة في كومة قش

هل ترين أن بحثك عن قصة تعليمية ممتعة للأطفال كالبحث عن إبرة في كومة قش كبيرة؟! 

نعذرك تماما؛ حيث تُعتبر القصص والمغامرات من أكثر الأشياء التي تجذب الطفل وتساعده على التعلم، ومن المؤكد أن للقراءة أهمية كبيرة وتأثيرًا كبيرًا على الطفل، ولكن الأهم الآن هو أن نجد الإبرة؛ أو الكتب المناسبة معًا. 

ويمكنكِ التعرُّف على أهمية القراءة من خلال قراءة المقال بالضغط هنا

كلنا وقعنا في الفخ!

هناك ترابط قوي بين القراءة والتعلُّم لديك، ولتكون تجربة القراءة التعليمية مكتملة، ينقصها ضلع مهم ليكتمل المثلث القرائي وهي المتعة؛ فكلِمَتا متعة وتعلم بهما حروف مشتركة، ونحتاج الاثنتين معًا لجذب انتباه أطفالنا للقصة. 

هل تبحثين كثيرًا عن قصص تعليمية مفيدة للأطفال مناسبة لأعمارهم، ودومًا ما تقعين في فخ أن القصة تعليمية بحتة لا تجذب الطفل أبدًا؟هدفك كأم هو اختيار قصة لطفلك، وببعض النصائح البسيطة ستكون القصة بالفعل هي الوسيلة الفعّالة لشد الطفل وإدخاله عالم الكتب، سواء بالقراءة أو الحكي.  وهل يمكن أن يتعلم الطفل من خلال حَكْي القصص؟ نعم! فلنتعرف على الأسباب معًا:

أولًا: قدمي القصة لطفلك بطريقة تثير فضوله قبل أن تبدأي في حكيها، فمن خلال القصة يخوض الطفل مغامرة مثيرة، ممَّا يثير فضوله، ويزيد من تركيزه. كما أن القصص تزيد من خيال الطفل، وتحمِّسه لمعرفة المزيد من المعلومات الجديدة، وتزيد من إبداعه.

ثانيًا: الحَكْي ينمي المهارات السمعية لدى الطفل، ويقلل من تشتُّت الانتباه، ممَّا يسهل التعرُّف على المعلومات الجديدة، وسهولة حفظها وتذكُّرها عند الحاجة، كما أنها تجعل منه شخصًا منصتًا صبورًا لا يقطع الكلام حتى ينتهي الشخص من الحكي.

ثالثًا: تقوية المهارات الاجتماعية والتواصل لدى الطفل، وبناء قناة للتواصل بينكِ وبين الطفل، ممَّا يُسهِّل عليه استيعاب المعلومات، ويزيد من حضور الطفل وتفاعله.

رابعًا: تقوية ذاكرة الطفل؛ فنحن- ببساطة شديدة- نحكي القصص لأنها تعلق في ذهن الطفل، حيث إن القصص لها قوة خارقة في إعطاء معلومات للطفل بطريقة لا ينساها من خلال الحكي. 

وقد اكتشفت المعالجة النفسية بيج نيوهاوسر، المتخصِّصة في العلاج النفسي التنظيمي، أن التعليم الناتج عن حَكْي قصة حلوة لا يُنسى أبدا، ويبقى في ذهن الطفل فترة أطول من الطرق التقليدية لتلقي المعلومات. كما أكد المعالج النفسي جيروم برونر هذه الدراسة، ببحثه الذي وصل من خلاله لنتيجة مذهلة، وهي أن كفاءة تسجيل الحقائق في الذاكرة يزداد ٢٠ مرة إذا تلقيناه من خلال قصة.

وأخيرًا، يساعد سرد القصص على تنمية التفكير الإبداعي والنَّقدي وحل المشكلات عند الأطفال، فمن خلال قراءة القصة أو الاستماع إليها، يقوم الطفل بالتفكير في حل المشكلة أو الموقف الموجود بالقصة، ممَّا ينمِّي تفكير الطفل، ويوسِّع قدراته لتحليل المشكلة، ومحاولة إيجاد الكثير من الحلول المناسبة لها، ممَّا يزيد من إبداع وخيال الطفل.

ولأن الحَكْي والقصص التعليمية من أكثر الأشياء التي تعلِّم الأطفال وتزيد من تركيزهم، يحاول الكثيرون استخدام القصص التعليمية سواء الآباء والأمهات في البيت، أو المعلمين في المدارس والحضانات، لتعليم الطفل بطريقة شيقة وجذابة. ولكنَّ بعضهم يجدون صعوبة في ذلك، ويواجهون عدم تقبل الطفل للأمر بسبب أسلوب الحكي، لذلك جمعنا لكم قائمة تساعدكِ في التعرُّف على كيف يكون حكي القصص التعليمية جذابًا ويشدُّ الطفل. 

نصائح لجعل رواية القصص فعالة

١- اختيار نبرة الصوت المناسبة أثناء الحَكْي، لا تجعلي صوت النملة كصوت القلم مثلا ولا تجعلي الأخطبوط يتكلم بنفس نبرة العنكبوت. اعطي لكل شخصية طابعا خاصا لها. اختاري  الوقت المناسب للتوقُّف ورفع وخفض الصوت، والحفاظ على نبرة صوت مشوِّقة للطفل، فكل ذلك يجذب انتباه الطفل ويحمِّسه للإنصات للقصة.

٢- التواصل مع الأطفال من خلال الأسئلة، أو القيام بنشاط تابع للقصة، ممَّا يزيد من تركيز وحماس الطفل؛ لأنه يعمل بكل حواسِّه البصرية والسمعية مع الحركة أثناء القيام بنشاط.

٣- المحافظة على التواصل البصري مع الطفل أثناء حَكْي القصة؛ حتى يزيد من تركيزه واستيعابه للمعلومات الموجودة في القصة، ومحاولة توضيحها إذا وجِدَ تعبير على وجهه الطفل.

٤- حاولي تكوين عالم خيالي يدخله الطفل أثناء سرد القصة، من خلال استخدام نبرة صوت مناسبة.

٥- يمكنكِ استخدام مجسَّمات أو دمية لتمثيل مواقف من القصة، فذلك يضيف الكثير من المرح، ويزيد من تفاعل الطفل وتركيزه.

٦- اختاري قصة لغتها سليمة وبسيطة كي لا تضطري لتغير الكلمات وتأليف قصة جديدة. فعاجلا أم آجلا سيقرأ طفلك القصة وحده وسيبحث عما كنت تقرأين له.

أفكار وأساليب حكي القصة

هناك أساليب متنوعة لحكي القصص التعليمية يمكن استخدامها، حيث إن التنويع في طريقة الحَكْي يكسر الملل ويحبِّب الطفل في القراءة، لذلك سوف نشارككِ أفكارًا متعددة لحَكْي القصة، ومنها:

- شخص يحكي القصة.

- استخدام الوسائط المتعددة (عرض القصة بالصوت أو الفيديو).

- التمثيل الدرامي للقصة.

- استخدام الدُّمى لرواية القصص.

- استخدام قصص مصورة.

عوامل اختيار القصص التعليمية

هناك الكثير من أنواع القصص التعليمية المتاحة في المكتبات أو أونلاين على المواقع المختلفة، ولكن يجب عليكِ التفكير والتمعُّن قبل اختيار القصة؛ فهناك العديد من العوامل التي يجب عليكِ أخذها في الاعتبار عند اختيار القصص التعليمية. 

ومن أهم هذه العوامل اختيار قصة مناسبة لعمل طفلكِ، بالإضافة إلي المعلومات التي تريدين أن يتعلمها الطفل، مثل تعلم الحروف، وتعلم الأرقام أو الحيوانات، وهذا للأعمار الصغيرة. ومن المؤكد أيضًا وجود قصص تعليمية تناسب الأطفال من عمر ٦ سنوات و٨ سنوات أيضًا.

أولًا: قصص تعليمية لتعلم الحروف: 

من أول الأشياء التي يتعلمها الطفل هي الحروف العربية، ويمكن أن تعلِّمي طفلكِ من خلال قصص تعليمية عن الحروف، وبالطبع نرشح لكِ أحد سلسلة "أي حرف أكل الوحش"؟ وهي عبارة عن ٤ قصص يتعلم من خلالها الطفل الحروف الأبجدية من خلال مغامرة باستخدام الكشَّاف، وذلك لاكتشاف أيِّ حرف أكل الوحش، ويتعلَّم من خلالها الحروف والكلمات، ممَّا يزيد من حصيلته اللغوية، ويكسر ملل تعلُّم الحروف بالطريقة التقليدية. فالسلسلة تقسم الحروف على أربع قصص ولا تكدسها للطفل في كتاب واحد فيشعر أنها فقط بهدف تعليمه الحروف. 

 

ثانيًا: قصص تعليمية لتعلم الأرقام: 

الأرقام والعدُّ من أهم الأشياء التي يتعلمها الطفل في السنين الأولى من حياته، ويمكنكِ تعليم الطفل الأرقام من خلال قصص تعليمية الممتعة. وقد أصدرنا قصة ممتعة مميزة تعلم الطفل الأرقام، مع الاستماع إلى الأغنية لتقوية المهارة السمعية لدى الطفل. ولأن الغناء مع القراءة من أفضل الطرق لتعليم الطفل، فقصة "بطة في القطار" تعلم طفلك العدَّ، وتعرِّف طفلكِ على أنواع البطِّ المختلفة.

 

ثالثًا: قصص تعليمية لتعلم الألوان: 

بعد أن يتم الطفل عمر السنة يستطيع تمييز ورؤية الألوان بطريقة واضحة، لذلك فهو الوقت المناسب للبدء في تعليم طفلكِ الألوان المختلفة. 

من خلال قصة "من يراني"؟ يتعرَّف الطفل على الألوان المختلفة، مع الاستماع إلى الأغنية وتعلُّم أشكال الحيوانات المختلفة من خلال الصور المرسومة، بطريقة جذابة تشد عين طفلك.

رابعًا: قصص تعليمية مناسبة للأطفال من عمر ٦ سنوات: 

في هذا العمر يكون التركيز على بناء الشخصية، وبالتالي تختلف أفكار وأشكال القصص التعليمية؛ حتى تستطيع أن تنقل للطفل المعلومة بطريقة شيقة، كما يجب أن تضيف الكثير الأخلاقيات وشخصية الطفل، ومن ذلك قصة " ٧٠ كيلو" التي تقدم البوصلة بشكل إبداعي جديد، من مجرد طريقة فتح الكتاب. ، وتقدم له معلومات عن الكرة الأرضية والقطبين الشمالي والجنوبي، من خلال قصة مفعمة بالمشاعر الصادقة والصداقة المتبادلة وكيف يمكن لشخص أن يقطع مسافات طويلة حتى يصل لشخص يحبه، ومن هنا يأتي المعنى الحقيقي للصداقة والوفاء.

لمعرفة القصص المناسبة للأطفال من عمر ٦ سنوات اضغطي هنا.

خامسًا: قصص تعليمية مناسبة للأطفال من عمر ٨ سنوات: 

في هذا السن يفضِّل الطفل القراءة بمفرده، لذلك تكون الروايات والقصص التعليمية أطول، وبها مغامرات ومعلومات مثيرة ولكنها مخبَّأة بداخل القصة؛ كي يستطيع الطفل اكتشافها بنفسه من خلال قراءة القصة أكثر من مرة بدون الشعور بملل. 

من خلال قصة "رحلة في مكاو" يتعلم الطفل من خلال مغامرة مع "حسن" الذي تتغير حياته مرة واحدة عندما يشعر بالملل في الحياة، وفجأة تأخذه المغامرة لأماكن كثيرة ليكتشف السماء والأرض، وما هي الصحراء الغربية وكيف يتأقلم بها.

بالتنوع في أسلوب الحَكْي، واختيار القصص التعليمية المناسبة لسن طفلكِ، سوف يتعلم بسهولة. ومن المؤكد أن عليكِ التنويع بين القصص، مثل اختيار قصص الأغاني والقصص التفاعلية؛ حتى لا يشعر الطفل بالملل. وطبعًا، التنوع ليس فقط في القصص، ولكن في طريقة عرض القصة وسردها، واستخدام نبرات صوت مختلفة لتحفيز الطفل على القراءة. 

تابعي مقالات عالية دائمًا للحصول على مزيد من النصائح عن القراءة وكل ما يخصُّ الأطفال.

أقرأ أيضا